يستقبل معرض الشارقة الدولي للكتاب في دورته الرابعة والأربعين، التي انطلقت أمس الأربعاء، إصدارات مغربية جديدة يتقدمها عملان لعالمة الاجتماع المغربية الراحلة فاطمة المرنيسي، تُقدَّمان لأول مرة باللغة العربية، وهما: “الحب في البلدان الإسلامية عبر مرآة النصوص القديمة” و*“المرأة في اللاوعي الإسلامي”*، عن دار الفنك للنشر.
ويمثل حضور المرنيسي في هذا الحدث الثقافي البارز جسراً جديداً بين الفكر المغربي والعربي والدولي، إذ يتيح للقارئ العربي فرصة اكتشاف أحد أبرز وجوه الفكر النسوي والاجتماعي في المغرب والعالم الإسلامي.
ولا يقتصر الحضور المغربي في المعرض على دار الفنك، بل تشارك فيه دور نشر مغربية أخرى مثل “سليكي أخوين” و**“دار الثقافة للنشر والتوزيع”** و**“المركز الثقافي العربي – المغرب”**، إلى جانب كتب مغربية صادرة في بلدان عربية أخرى، تغطي مجالات متعددة تشمل التاريخ، الفلسفة، الأدب، الأنثروبولوجيا، والتراث الشعبي.
ويأتي هذا الوجود المغربي بعد أن كان المغرب ضيف شرف الدورة الثالثة والأربعين للمعرض في العام الماضي، بينما تستقبل الدورة الحالية اليونان وثقافتها الغنية كـ ضيف شرف، في احتفاء يجمع بين الأساطير اليونانية، وأدبائها الكبار، والملاحم المترجمة إلى العربية، ضمن رؤية تسعى إلى تعزيز الحوار الحضاري بين الثقافتين العربية واليونانية.
ويتميّز معرض الشارقة للكتاب بكونه أحد أكبر ثلاثة معارض كتب في العالم، حيث يجمع دور نشر من مختلف القارات، ويُعرف بانفتاحه على لغات وثقافات متنوعة تشمل العربية والإنجليزية واللغات الهندية، إضافة إلى تنظيم فعاليات فكرية وأدبية تستضيف أكثر من 80 ضيفاً من 20 دولة، من بينهم كتّاب ومفكرون مغاربة، خلال الفترة الممتدة من 5 إلى 16 نونبر الجاري.
وبهذا الحضور الثقافي المتنوّع، يؤكد معرض الشارقة للكتاب مكانته كمنصّة تجمع العقول المبدعة واللغات والثقافات، وتعزز جسور التواصل بين المغرب والعالم العربي والدولي في فضاء تتقاطع فيه المعرفة والإبداع والهوية.