حقق علاج تجريبي مبتكر يعتمد على الخلايا الجذعية، يُعرف باسم Zimislecel، نتائج مذهلة في علاج مرضى السكري من النوع الأول، حيث تمكّن 10 من أصل 12 مريضاً من التوقف التام عن استخدام الأنسولين بعد عام واحد فقط من تلقي العلاج، في حين انخفضت الجرعات المطلوبة للمريضين الآخرين بنسبة كبيرة. ويُمثل هذا الإنجاز العلمي أملاً حقيقياً لمرضى هذا النوع من السكري الذين يعتمدون يومياً على الأنسولين للبقاء على قيد الحياة.
يعتمد العلاج على هندسة خلايا جذعية داخل المختبر لتتحول إلى خلايا مشابهة لتلك الموجودة في جزر البنكرياس، المسؤولة عن إنتاج هرمون الأنسولين. بعد حقن هذه الخلايا في مجرى الدم، تتجه إلى الكبد وتبدأ هناك بإنتاج الأنسولين بصورة طبيعية، لتعويض الخلايا التالفة. هذا الابتكار يجعل العلاج مستداماً ويغني عن الحاجة إلى متبرعين متوفين، ما يمثل خطوة ثورية في مجال الطب التجديدي.
أظهرت الدراسة المنشورة في مجلة New England Medicine أن المرضى أصبحوا أكثر قدرة على تنظيم مستويات السكر في الدم، إذ ارتفعت نسبة الوقت الذي قضوه ضمن النطاق الصحي للسكر من 50% إلى 93% خلال عام واحد. كما انخفضت تقلبات السكر بعد الوجبات، مما قلل من خطر الإغماء والنوبات، خصوصاً عند المصابين بمتلازمة “عدم الوعي بنقص السكر في الدم”، وهي حالة نادرة لا تظهر فيها الأعراض التحذيرية التقليدية لهبوط السكر.
من بين المستفيدين من هذا العلاج كانت أماندا سميث، 36 عاماً، التي وصفت العلاج بأنه “بداية لحياة جديدة تماماً” بعدما تخلّت عن الأنسولين بعد ستة أشهر فقط من الحقن. وتعود أصول هذا الاختراع إلى والد طفلة مصابة بالسكري كرّس 25 عاماً من البحث لتطويره، وهو ما أثمر عن أول تجربة ناجحة عام 2021 مع المريض برايان شيتون، الذي تعافى تماماً قبل وفاته لاحقاً لأسباب لا علاقة لها بالعلاج، حسبما أفادت شركة “فيرتكس” المطوّرة للعلاج.
رغم النتائج الواعدة، ما يزال العلاج يتطلب من المرضى تناول أدوية مثبطة للمناعة لمنع الجسم من رفض الخلايا الجديدة، وهو تحدٍ يسعى العلماء لتجاوزه في الجولات القادمة. ويخطط الباحثون لتقديم طلب رسمي للموافقة على العلاج من قبل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية خلال السنوات الخمس المقبلة، مما يقرب العالم خطوة كبيرة نحو علاج جذري ونهائي لمرض السكري من النوع الأول، كما أكد الجراح والمشارك في الدراسة الدكتور تريفور رايخمان.