احتضنت عمالة سلا، صباح يوم الثلاثاء 4 نونبر، اللقاء التشاوري الأول لإعداد برنامج التنمية الترابية المندمجة، تحت إشراف عامل عمالة سلا، السيد عمر التويمي، وتحت شعار: “لنبنِ معاً ما يجمعنا”.

ويأتي هذا اللقاء في إطار تفعيل التوجيهات الملكية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، كما وردت في خطاب العرش ليوم 29 يوليوز 2024، وفي الخطاب الملكي بمناسبة افتتاح الدورة الأولى من السنة التشريعية الخامسة للولاية التشريعية الحادية عشرة، اللذين أكدّا على أهمية اعتماد مقاربة تشاركية ومندمجة في التخطيط التنموي الترابي.

محطة تأسيسية لمقاربة تشاركية
أكد السيد العامل، في كلمته الافتتاحية، أن اللقاء يمثل محطة تأسيسية لبلورة رؤية تنموية موحدة، تجمع جميع الفاعلين المحليين والمؤسساتيين والمجتمع المدني، من أجل إعداد تشخيص ترابي دقيق لحاجيات ساكنة عمالة سلا، وتحديد المشاريع التنموية ذات الأولوية، وفق رؤية مستدامة ومتكاملة.

وأشار إلى أن المبادرة تهدف إلى إرساء آلية للتشاور والإنصات، بما يضمن التقائية البرامج التنموية، وتعزيز الحكامة الجيدة على مستوى جميع المشاريع والقطاعات.

تأكيد على الالتقائية والشمولية
من جهتهم، أبرز رؤساء الجماعات الترابية والمقاطعات الحاضرين أهمية التنسيق الأفقي والعمودي بين مختلف المستويات الترابية، مؤكدين أن نجاح أي برنامج تنموي رهين بتقاطع السياسات العمومية المحلية والقطاعية، واعتماد مقاربة ترابية شمولية تراعي الخصوصيات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية لكل جماعة.

وخلال اللقاء، تم تقديم عرض تشخيصي شامل تناول الوضعية الراهنة لعدد من القطاعات الحيوية، شملت:

البنية التحتية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية،

التعليم والتكوين المهني،

الصحة والخدمات العمومية،

التنمية الاقتصادية المحلية،

التهيئة الحضرية والواجهة البحرية.

مشاركة موسعة للفاعلين المحليين
شهد اللقاء حضور رئيس مجلس العمالة، ورؤساء الجماعات والمقاطعات وأعضاء المجالس المنتخبة، وممثلي المصالح الخارجية والمؤسسات العمومية، والفاعلين الاقتصاديين والاجتماعيين، ومكونات المجتمع المدني والشبابي، ما يعكس التزام مختلف الأطراف بالمشاركة الفعلية في التخطيط التنموي.

محاور موضوعاتية أساسية
ركزت المداخلات النقاشية على خمسة محاور رئيسية، وهي:

1-تحفيز التشغيل ودعم المبادرات الاقتصادية المحلية،
2-تعزيز جودة التربية والتعليم والتكوين المهني،
3-تطوير الرعاية الصحية وتقريب الخدمات من المواطنين،
4-تهيئة المراكز الصاعدة وتثمين الواجهة البحرية،
5-التأهيل الترابي المندمج وضمان استدامة الموارد المائية.

مرحلة أولى نحو برنامج تنموي متكامل
ويشكل هذا اللقاء المرحلة الأولى في إعداد برنامج التنمية الترابية المندمجة لسلا، الذي يستهدف تقديم تشخيص ترابي دقيق وتحديد مشاريع تنموية عملية وواقعية، بما يضمن استجابة البرامج لحاجيات الساكنة المحلية، وتعزيز جاذبية العمالة واستدامة التنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية.

وأكدت مختلف المداخلات أن نجاح الجيل الجديد من برامج التنمية الترابية المندمجة رهين اعتماد مقاربة تشاركية، والالتزام بالحكامة الجيدة، وضمان التكامل بين مختلف المشاريع والقطاعات، لتكون سلا نموذجاً للتنمية الترابية المستدامة.