جسّد الاستقبال الذي خص به جلالة الملك محمد السادس لاعبات المنتخب الوطني النسوي، تزامنًا مع الذكرى السادسة والعشرين لعيد العرش، دعمًا ملكيًا أصيلاً لمسار التألق النسوي في الرياضة، وتكريسًا لدور المرأة المغربية في مشروع وطني يؤمن بالشمولية والتمكين. لم يكن هذا اللقاء مجرد لحظة بروتوكولية، بل تأكيد على نهج راسخ جعل من جلالة الملك أول الداعمين لقضايا النساء في مختلف المجالات، وفي مقدّمتها المجال الرياضي.
لطالما أكد الملك محمد السادس، من خلال خطبه وتوجيهاته ومبادراته، على ضرورة إدماج المرأة في صلب التحولات الاجتماعية والاقتصادية التي يعرفها المغرب. وقد ترجم هذا الالتزام واقعًا ملموسًا في قطاع الرياضة، حيث شجّع على وضع سياسات وطنية تستثمر في طاقات النساء وتفتح أمامهن آفاق التألق والاحتراف.
وكان إطلاق الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، سنة 2019، لخطة تنموية خاصة بكرة القدم النسوية (2020-2024)، ترجمة عملية لتوجيهات ملكية، جعلت من دعم الرياضة النسوية خيارًا استراتيجيًا. وقد تم إرساء بنيات تنظيمية ومالية وتقنية متكاملة، شملت إطلاق دوري وطني بقسميه الأول والثاني، وتنظيم بطولات للفئات العمرية، وتوفير دعم مالي شهري للأندية، وتأهيل الأطر عبر التكوين ومنح الشهادات.
وفي هذا الإطار، تم إدماج كرة القدم النسوية في الأكاديميات الجهوية للتربية والتكوين، وافتُتحت مراكز خاصة بتكوين الفتيات، كما تم تعزيز الشراكات مع المؤسسات التعليمية لاكتشاف المواهب، إلى جانب توسيع التغطية الإعلامية المخصصة للإنجازات النسوية.
وقد أثمرت هذه السياسة نتائج غير مسبوقة؛ أبرزها بلوغ المنتخب الوطني النسوي نهائي كأس إفريقيا سنتي 2022 و2024، والمشاركة المشرفة في كأس العالم للسيدات 2023، التي بلغ فيها المنتخب الدور ثمن النهائي، إلى جانب تأهل منتخبي أقل من 17 و20 سنة لنهائيات كأس العالم، وفوز منتخب الصالات بلقب أول نسخة لكأس إفريقيا التي نُظمت بالمغرب.
أما على مستوى الأندية، فقد توّج الجيش الملكي بلقب دوري أبطال إفريقيا للسيدات سنة 2022، بينما حقق سبورتينغ كلوب الدار البيضاء إنجازًا غير مسبوق ببلوغه النهائي في أول مشاركة قارية له سنة 2023.
تكريم الملك محمد السادس للاعبات المنتخب الوطني هو رسالة وفاء وتشجيع، لكنه أيضًا تأكيد على رؤية ملكية تعتبر أن ريادة المرأة ليست خيارًا هامشيًا، بل هي عماد أساسي في بناء مغرب حديث، قوي، منفتح، تُشكّل فيه الرياضة النسوية عنوانًا للنجاح والانصاف، ودليلاً على قدرة النساء المغربيات على تمثيل الوطن بأفضل صورة في المحافل الدولية.
