اختُتمت، اليوم 9 نوفمبر 2025، في العاصمة البحرينية المنامة، أعمال المنتدى العربي العاشر للطاقة المتجددة، الذي نظمته الهيئة العربية للطاقة المتجددة بالتعاون مع جامعة الخليج العربي وهيئة الكهرباء والماء البحرينية، تحت شعار: «نحو إصدار الدليل الشامل للطاقة المتجددة في الوطن العربي».
على مدى ثلاثة أيام، شكّل المنتدى منصة علمية واستراتيجية جمعت وزراء وخبراء وممثلين عن منظمات دولية، من بينها الوكالة الدولية للطاقة المتجددة (IRENA) ومجلس الطاقة العالمي، بهدف رسم خارطة طريق عربية موحدة للتحول نحو الطاقة النظيفة وتعزيز الأمن الطاقي في المنطقة.
في كلمته الافتتاحية، أكد المهندس كمال بن أحمد محمد، رئيس هيئة الكهرباء والماء في البحرين، أن الاستثمارات العربية في مجال الطاقة النظيفة تجاوزت 350 مليار دولار، موزعة على أكثر من 360 مشروعاً، من ضمنها مشاريع بحرينية رائدة بقدرة إنتاجية تبلغ 150 ميغاواط من الطاقة الشمسية.
من جانبه، شدد الدكتور سعد بن سعود آل فهيد، رئيس جامعة الخليج العربي، على أن التعليم والبحث العلمي يمثلان الركيزة الأساسية لبناء مستقبل الطاقة المستدامة، داعياً إلى دعم الابتكار العربي في تقنيات الطاقة الجديدة ضمن رؤية تنموية شاملة تراعي العدالة المناخية والمسؤولية البيئية.
كما كشف الأمين العام للهيئة العربية للطاقة المتجددة، المهندس محمد الطعاني، عن خطط عربية لاستثمارات تفوق تريليون دولار في مشاريع المدن الذكية والمركبات الكهربائية والطاقة النظيفة بحلول عام 2040، ما يضع المنطقة أمام فرصة تاريخية لتصبح فاعلاً محورياً في سوق الطاقة المستدامة.
وشهد المنتدى حضوراً مغربياً متميزاً تمثل في مشاركة المهندس عزيز رباح، عضو مجلس الحكماء بالهيئة العربية للطاقة المتجددة، الذي دعا في مداخلته إلى تعزيز العمل العربي المشترك لمواجهة تحديات التحول الطاقي، خاصة في مجالات الأمن الطاقي والعدالة الطاقية والصناعة الخضراء. كما شدد على أهمية تطوير بنية تحتية علمية وتقنية تدعم الابتكار والاستثمار في الطاقة النظيفة على المستوى العربي.
واختُتم المنتدى بإصدار مجموعة من التوصيات، أبرزها توحيد الجهود لإعداد الدليل العربي الشامل للطاقة المتجددة، وتعزيز الشراكات بين القطاعين العام والخاص، ودعم البحث العلمي المشترك في مجالات التخزين الطاقي والهيدروجين الأخضر.
وثمّن المشاركون الدور الريادي لمملكة البحرين في ترسيخ ثقافة الحوار والتفاهم، مؤكدين أن المنامة أصبحت منصة عربية موثوقة للحوار البنّاء والتعاون الإقليمي، في ظل التحولات العالمية المتسارعة في مجالي الطاقة والاستدامة.
